لا توجد أخبار لعرضها.
> تهديد متزايد لسوق العمل أم فرصة لإعادة التكيف؟
الروبوتات والذكاء الاصطناعي:

تهديد متزايد لسوق العمل أم فرصة لإعادة التكيف؟

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
السبت - 10 مايو سنة 2025 | 3:50 صباحاً | سعودي365 | | 292 مشاهدات | 0 من جوجل نيوز

في خضم الثورة التقنية المتسارعة التي يشهدها العالم، تتجه الأنظار إلى تأثيرات الذكاء الاصطناعي والأتمتة على سوق العمل. تشير التقارير إلى أن هذه التكنولوجيا الحديثة بدأت تحل محل العديد من المهن التقليدية، مما أثار قلقًا عالميًا بين الموظفين والعمال من احتمال فقدان وظائفهم قريبًا، خاصة مع تطور الروبوتات لتؤدي المهام بشكل أسرع وأكثر دقة من البشر.

المهن الأكثر عرضة للخطر

بحسب تقرير صادر عن شركة الاستشارات الإدارية "ماكنزي"، والمتخصص في دراسة تأثير الأتمتة على الاقتصاد العالمي، فإن الوظائف التي تعتمد على المهام الروتينية أو المادية في بيئات يمكن التنبؤ بها هي الأكثر عرضة للاستبدال. يتوقع التقرير أن المهن مثل تشغيل الآلات، والعمل في مجال الوجبات السريعة، وحتى بعض الوظائف المكتبية التي تعتمد على معالجة البيانات، ستشهد تراجعًا كبيرًا خلال السنوات القليلة المقبلة.

وأضاف التقرير، الذي اطلع عليه موقع "سعودي 365"، أن الذكاء الاصطناعي أصبح أكثر كفاءة في جمع البيانات ومعالجتها، وهو ما يهدد قطاعات مثل المحاسبة، والخدمات القانونية شبه المهنية، وإدارة الرهون العقارية. هذه القطاعات تعتمد بشكل كبير على المهام المتكررة التي يمكن للآلات القيام بها بفعالية أعلى وبتكلفة أقل.

مهن يصعب استبدالها

ورغم هذه المخاوف، أشار التقرير إلى أن بعض المهن ستظل أقل عرضة للأتمتة بسبب طبيعتها المعقدة. على سبيل المثال، الأعمال التي تتطلب مهارات يدوية متخصصة مثل البستنة، السباكة، ورعاية الأطفال والمسنين من المتوقع أن تحافظ على طلبها في سوق العمل. السبب الرئيسي وراء ذلك يعود إلى أن هذه الوظائف غالبًا ما تتطلب تفاعلًا بشريًا مباشرًا أو مهارات دقيقة يصعب على الآلات محاكاتها، إضافة إلى أنها تُعد أقل جذبًا للأتمتة من الناحية الاقتصادية.

وظائف على وشك الاندثار

التقارير تشير إلى تقلص الطلب على عدد من المهن التقليدية، مثل:

  • موظفي الكاشير، حيث أصبحت آلات الدفع الذاتية تُستخدم بشكل واسع في محلات السوبر ماركت.

  • عمال النسيج والغزل، الذين باتت الآلات تُدير خطوط الإنتاج بكفاءة أعلى.

  • الصحافة المطبوعة، التي تشهد تراجعًا بسبب الانتقال إلى المنصات الرقمية.

  • موظفي الصرف النقدي بالبنوك، الذين تم استبدالهم بأجهزة الصراف الآلي.

  • هل هناك أمل؟

    فيما يركز الكثيرون على الجانب السلبي للأتمتة، يرى خبراء أن هذه التحولات قد تفتح آفاقًا جديدة للوظائف المستقبلية. فالتقنيات المتطورة تحتاج إلى مهارات بشرية لتصميمها، برمجتها، وصيانتها. بمعنى آخر، يمكن أن تؤدي هذه التحولات إلى إعادة توزيع القوى العاملة بدلًا من إلغائها تمامًا.

    موقع "سعودي 365"، الذي يتابع عن كثب التحولات الاقتصادية العالمية، يرى أن الذكاء الاصطناعي ليس تهديدًا فقط، بل يمكن أن يكون فرصة لتحقيق قفزة نوعية في سوق العمل. مع التوجه نحو تطوير المهارات التقنية، يمكن للعمال أن يجدوا فرصًا جديدة في قطاعات ناشئة مثل تطوير البرمجيات، تحليل البيانات، وإدارة العمليات التقنية.

    دعوة للتكيف

    في ختام هذا التقرير، يبرز السؤال الأهم: هل نحن مستعدون لمواجهة هذا التغيير؟ الإجابة تعتمد على مدى استعداد الحكومات والشركات والأفراد لتطوير مهاراتهم ومواكبة التحولات التقنية. التدريب والتعليم المستمر سيصبحان حجر الأساس في هذا العصر الجديد.

    "سعودي 365" يسلط الضوء على أهمية التخطيط المسبق لمستقبل الوظائف في ظل الأتمتة، مؤكدًا أن الذكاء الاصطناعي لا يمكن أن يحل محل الإبداع البشري بالكامل، ولكن يمكن أن يكون أداة تساعد في تعزيز الإنتاجية وإعادة تعريف سوق العمل.

    كلمات مفتاحية بالخبر